مساء الأحد 17 جويلية اختتمت قافلة المحبة رحلتها التي تواصلت على امتداد إثني عشرة يوما (من 6 إلى 17 جويلية) حيث كانت الانطلاقة من المركز الثقافي بئر الأحجار واليه كانت العودة...المبادرة قامت بها الشاعرة المبدعة فتحية الهاشمي ساعدها على تنظيمها إكرام عزوز المسرحي (مدير المركز) وعديد الاطراف المهتمة بالشأن الثقافي.«قافلة المحبة» ضمت ثلة من شعراء الزجل من تونس والمغرب ومصر بهدف مزيد إشاعة قيم المحبة والتآلف بين مختلف الشعوب العربية من خلال زيارة مجموعة من المدن التونسية وإقامة تظاهرات ثقافية وزيارات لعائلات بعض الشهداء لإضفاء قيم التضامن والتآزر إلى جانب الفعل الثقافي.«قافلة المحبة» انطلقت من تونس لتحط الرحال بمدينة سبيطلة ومنها إلى القصرين وتالة ثم بني مطير لتعود إلى تونس قبل أن ترحل من جديد إلى سوسة وتختتم فعالياتها مساء الاحد الماضي حيث اقيم حفل استقبال تضمن فقرات شعرية وكلمات موجزة لبعض الضيوف الذين شاركوا في الرحلة حملت انطباعاتهم الصادقة وتفاعلهم الإيجابي مع ما تمر به تونس في مرحلتها التاريخية الجديدة.وسط هذه الأجواء التقينا بالشاعرة فتحية الهاشمي التي حدثنتا عن تفاصيل رحلة القافلة.تفاصيل الرحلة وتجاوب الاهاليبعد الافتتاح بالمركز الثقافي واستقبال المشاركين الذين جاؤوا من كل انحاء المغرب الشقيق وهم خمسة عشر مبدعا من بينهم منظم القافلة المغربية الشاعر والفنان التشكيلي محمد منير مع ثلة من المبدعين والزجالين كما حضر من مصر الشاعر عاطف الجندي ومن تونس الكاتب العام لاتحاد الكتاب التونسيين محمد الهادي الجزيري والشاعرة الروائية فاطمة بن فضيلة وغيرهم كثيرون حيث ضمت قافلة المحبة قرابة الثلاثين فردا.بعد نجاح حفل الافتتاح تواصل العرس الثقافي باتجاه المدينة الاثرية سبيطلة حيث كان في انتظارنا مجموعة من مبدعي الجهة من بينهم الشاعرة ضحى بوترعة وعلى ايقاع الطبول والرقص كان الاهالي في قمة العطاء تفاعلا وترحيبا بالزوار...في المساء انطلقنا إلى القصرين وهناك قضينا خمسة أيام بلياليها مرت كالحلم قمنا بزيارات ميدانية لعائلات الشهداء بحي الزهور وبتالة ورأينا ما لم نقرأه وما لم نسمع عنه.وبالعروض الفرجوية والشعر والزجل كان اللقاء ممتعا وثريا اختتم بإهداء الشاعر والرسام المغربي مختار بن دغة لوحة تشكيلية إلى دار الشباب بالقصرين حملت امضاءات كل افراد القافلة.وانطلقنا إلى بني مطير ثم عدنا إلى تونس واقمنا لقاء ممتعا بدار الثقافة بالمروج الذي تواصل يوم 14 جويلية إلى حدود الحادية عشر مساء. في صباح الموالي انطلقنا إلى سوسة وأقمنا أمسية شعرية وقدمنا قصائد تتغنى بالثورتين التونسية والمصرية وتدعو إلى اشاعة التآلف والتواصل ومد جسور المحبة بين الشعوب وتمدح «عودة الروح» للشعوب العربية التي أطلقت شرارة ثوراتها التاريخية .أهمية الفعل الثقافي في هذه الفترةمن جهته تحدث المسرحي ومدير المركز الثقافي بئر الأحجار عن أهمية الفعل الثقافي في هذه المرحلة وأضاف أن الحراك السياسي زمن الثورات لا بد أن يتزامن مع الفعل الثقافي لأنه يعتبر من أهم وسائل التعبير التي تحررت من قيودها بعد الثورة لكن ما نلاحظه هو استحواذ جانب هام من رجال السياسة على كل المجالات إلى درجة المهاترات والاسفاف وتراشق التهم على الملإ بحيث وضعوا المواطن العادي في حيرة من أمره وتسببوا له في أزمة نفسية، فجميع وسائل الاعلام لا تهتم بغير أخبار الحرب إضافة إلى فزاعة الأمن وعدم الاستقرار كل هذا حرمنا من الانتعاش بروح الثورة والحلم بتحقيق أهدافها وهو ذنب الفنانين والمثقفين والسلطة الذين فسحوا المجال لبعض قوى الردة التي تسعى إلى بعثرة الأوراق والابتعاد عن تحقيق أحلام الثورة وآمالها.وعن هذه القافلة التي ساهم المركز الثقافي في تنظيمها يضيف اكرام عزوز: لقد كانت بنيّة الاحتفاء بالثورتين التونسية والمصرية من خلال زيارة مجموعة من شعراء الزجل إلى بعض المناطق التونسية وبث الفرح والاطمئنان لدى الاهالي البسطاء الذين هم في أمّس الحاجة إلى هذه القيم.وقد خصصنا اثناء الرحلة خلية عمل تتابع تحركات القافلة وسير برامجها لانجاح التظاهرة التي ولحسن الحظ لاقت تجاوبا كبيرا سواء لدى الضيوف أو الاهالي بالمناطق التونسية.الحديث شعرا ونثراأما الشاعرة التونسية ليلى زيتوني فهي وإن كانت لم تنطلق مع القافلة من تونس فقد شاركت في بعض فقراتها حين التحقت بها في سبيطلة حيث اقيمت أمسية شعرية ومحاضرة قدمها جلول عزونة عن «المرأة وبناء تونس الجديدة» وتقول أنه رغم حظر التجوال في سبيطلة في تلك الفترة إلا أن الاجواء كانت حميمية وتحدثنا شعرا ونثرا. وفي القصرين شهدت عروض موسيقى الراب بدار الثقافة حضورا مكثفا فالأهالي كانوا يحتاجون إلى نفس جديد يطرد عنهم شبح الخوف والتوتر وهو ما لاحظناه لدى كل الفئات والشرائح العمرية التي تجاوبت مع الموسيقى والشعر اللذين قدمتهما مجموعة من الشعراء منهم المصري عاطف الجندي.وختمت الشاعرة ليلى الزيتوني انطباعاتها مؤكدة أن التجربة التي قامت بها القافلة كانت ناجحة إلى أبعد الحدود لقد ساهمت في مد جسور التواصل بين المبدعين العرب وتبادل الافكار واكتشاف أماكن قد لا يتمكنوا من زيارتها في مناسبات أخرى.سيعود لتونس ربيعهاالزجال المغربي عبد السلام آل بوعليوي أفادنا أن الدعوة وجهت له من قبل منظم القافلة المغربية محمد منير بصفته معروف بفن الزجل فرحب بالفكرة وانضم الى القافلة في رحلة موفقة حيث قابل أناسا رحبوا بهم في كل مكان زاروه وأقاموا خمسة أيام في مدينة القصرين وحاملا أجمل الذكريات والانطباعات عن هذا الشعب المكافح كما مكنته هذه الرحلة الشيقة من التواصل مع شعراء عرب واحياء روح الزجل واقامة حفلات مختلفة تضمنت الشعر والموسيقى والمعارض التشكيلية ومواكبة عروضا مسرحية.وأضاف أن هذه أول مرة اتجول فيها بالمدن التونسية وهي تجربة مميزة لا بد أن تتكرر خاصة في مثل هذه الظروف حيث تعيش الاوطان العربية على وقع الثورة والاحتفال بمضامينها ... وما يحدث الآن من شغب لا يمكن إلا أن يكون شيئا عابرا ستستقر بعده الاوضاع ليعود الى تونس ربيعها الدائم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق