يوميات قافلة المحبة (2)

الأربعاء، 28 مارس 2012




العتبة الثانية



اولى الخطوات




وجوه و حقائب و دموع و اهات في هذا الطرف و ابتسامات و عناق و فرح معلن في الطرف المقابل ، مازلنا نلملم دهشتنا و نبحث لنا عن موقع قدم وسط كل هذا الاندهاش ، هو مطار قرطاج اذا و هي وجوه ألفناها و ألفتني تنتظرنا بالخارج و هي أشواق مخبّأة ستنفجر لحظة اللقاء ...
كانوا بالخارج الشاعر عادل الجريدي و الشاعرة سندس بكار
منظمة القافلة و منسقتها الشاعرة و الروائية فتحية الهاشمي لم تصل بعد
عجبا ، هاتفناها هي تعتقد أن الطائرة ستحط بالمطار على الساعة العاشرة بتوقيت تونس أو بتوقيت أذنها و العتب على اللهجة ، ربما اختلطت عليها الدقائق و الساعات و لكنها تصر أنها سمعت الساعة العاشرة و أنني أنا كاتب هذه السطور قلت لها غير ذلك ، على كلّ السيارات تنتظرنا بالخارج و لوحة المبدع عبدالسلام البعليوي تنتظر بحجمها الذي يفوق اتساع اي سيارة بالداخل ، ما العمل اذا يا عادل يا جريدي ، يا رجل المهمات الصعبة ، انطلقت السيارات و بقينا نختلق الحيل لرفع اللوحة التي جاء بها جمعية الرجال السبعة هدية للقافلة ، كانت ترنو لنا في عتب و تقول لنا لا تتركوني هنا رجاء في أول ولوج لتونس و أخذناها معنا و كانت رفيقتنا و احتضناها بكل محبة وسرنا على بركة الله : تونس و الليل و الشارع الطويل الذي يفضي إلى قلب العاصمة حيث ينتظرنا المضيف الشبابي الذي سنقيم به يومان قبل أن ننطلق إلى مدينة سبيطلة ثم ولاية القصرين ، من هنا تمتد المنازل الواطئة و الأضواء الخافتة و أسأل الشاعران عادل الجريدي و فتحية الهاشمي و يجيبانني ، ذاك هو " الجبل الأحمر" هو أفقر الأحياء في تونس العاصمة و هو الحزام الشائك و الساخن في المدينة ، منهم تنطلق صباحا قوافل المناضلين من أجل الخبزة و تساءلت و ماهي هذه البنايات الفخمة و الأنوار الساطعة و تجيبني الروائية فتحية الهاشمي ضاحكة : انها منازل علية القوم ، إنها المنازه و المنارات و هي اسم على مسمى هي منارات و جنة على وجه الأرض و تزيد فتحية الهاشمي ضاحكة لا أدري ما الذي سيحدث يوم يقرر جماعة الجبل الأحمر الهجوم على هذه الأماكن ... انه الزحف المقدس إذا ...
مازالت السيارات تجري نحو بقية الحلم ، هذا باب سعدون و هذه القصبة ياه ها نحن نحط الرحال بساحة الاعتصامات ليلا ، ما كلّ هذه الأسلاك الشائكة التي تخاصر المبنى و الساحة ، هنا هتف الشباب للثورة و هنا غنوا بصوت واحد " راجع راجع يابلادي عبر الحدود" و هنا اختلطت الأجساد البشرية من متظاهرين و بوليس و هنا رفعت اللافتات و هنا هبت ريح الحرية...
ظللنا نجرّ حقائبنا و نجتاز أزقة و أروقة البلاد العربي و كأننا في درب السلطان تماما ، هنا الأقواس و هنا الأحلام و هنا العيون الضاحكة رغم التعب ، مازلنا لم نتجاوز عتبة الحلم الأولى ، حتما سيكون الاتي أجمل ...
و أخيرا وصلنا للمضيف هنا يقام حفل وطية هذا ما قالوه لي هنا تقام حفلات الزواج و نحن دخلنا و أصوات المغنين ترتفع : " يا مرحبا باولاد سيدي ، طلوا جماعة سلوا سيوفهم لمّاعة"
الحمدلله وصلنا بخير
الحمدالله على سلامتكم
شرفتونا و انستونا
يا مرحبا ، يا مرحبا
انطلقنا يصحبنا صاحب المضيف ذو السحنة المغربية ..
محطتنا التالية كانت ساحة باب سويقة ، قلب المدينة النابض و محور حراكها ، سنعود للحديث عنها لاحقا ، تناولنا العشاء و كم كان لذيذا " الصحن التونسي" مازلت أحس طعمه في فمي  و ربما سيكون أول أكلاتي اذا عدت لتونس ان شاء الله


محمد منير
جريدة المنعطف المغربية

1 التعليقات:

  1. ها انا في طريقي و انا الهث بين عناوين القوافل اعثر لاول مرة على هذا النص و عادت بي الذاكرة لتلك الليلة و تلك القافلة ووجدتني اصر على رايي الاول و ان الذنب ليس ذنبها انا الخبيرة في اللهجات مثلما ينعتني زوجي ضاحكا انني مثل سيدنا سليمان اتقن حتى لغة الطير و لكن لا يهم انقضى الامر و لم تبق الا الذكريات الطيبة فقط و انني سيت كل الأشياء الصغيرة التي نغصتها و أنا أقول كانت تلك القافلة هي فاتحة الأغنيات و ستسمر قوافل المحبة مادام في العمر بقية .

إرسال تعليق

 
قافلة المحبة © 2011 | Designed by Interline Cruises, in collaboration with Interline Discounts, Travel Tips and Movie Tickets